-هديم قطنان : تقع خربة هديم قطنان شمال شرق مدينة بني بكر على بعد ( 20 كيلومتراً )، علي جبلين صغيرين تحيط بهما أراضي زراعية خصبة شاسعة ، وقد أقيمت على الجبلين مبانٍ المدينة ، إلاَّ أن أحد الجبلين أقيم عليه بناء ضخم ورائع مازالت جدرانه قائمة بارتفاع ( 2.70 متراً ) ، وقد كشف النقش الذي عُثر عليه في هذا المبنى ، أن هذا المبنى هو معبد للإله القتباني ( عم ) ويعود تاريخه إلى ما قبل الميلاد ، ويبدو أنه كان يتكون من طابقين - دورين -حيث أن الطابق السفلي مازال مدفوناً تحت الأنقاض والذي يظهر منه جداره الجنوبي ،
أمَّا تلك الخرائب المنتشرة في سطح الموقع ، فهي للدور الثاني حيث تنتشر هنا وهناك أحجار المبنى المهندمة ، إضافة إلى بقايا أعمدة وتيجانها وقد استخرج من هذه الخرائب تمثال لرأس إنسان بحجم أكبر من الحجم الطبيعي منحوت من حجر الرخام ، وإلى جانبه بعض النقوش وهي محفوظة الآن في مخزن الآثار في مدينة بني بكر ، وهو عبارة عن مبنى بشكل غرفة مستطيلة حفظت فيه القطع الأثرية التي تم جمعها من المواقع الأثرية المجاورة لبني بكر ، إضافة إلى بعض قطع الموروث الشعبي ، ولكنه للأسف لا يفتح للزائرين لأنه لم يجهز كمتحف أو صالة عرض بل مخزن لتلك المعثورات ،
أمَّا في الجبل الثاني من مستوطنة خربة هديم قطنان فتوجد بقايا أساسات لمبانٍ يعتقد بأنها كانت تخص كهنة وخدم الإله ( عم ) في معبده على الجبل الآخر ، وإلى جوار هذا الجبل أقيم سد صغير يحجز المياه القادمة من الجبال الجنوبية للموقع ، والذي كان يروي تلك الأراضي الزراعية الشاسعة ،
وتعتبر خربة هديم قطنان نموذجاً نادراً للقرى اليمنية القديمة حيث إنها تمثل المعلم الوحيد الذي مازال يحتفظ بجميع معالمه ( المساكن – المعبد – السد – الأراضي الزراعية ) . |